-فضل ليلة القدر
هي ليلة مباركة يعم فيها السلام الروحي والنفسي علي المؤمنين، وقد اختص الله أمة محمد فقط بليلة القدر فكان الصحابة يخافون من قصر عمرهم وقلة عملهم فاستجاب الله لرسوله ولأمته من بعده بأن أعطي لهم ليلة العمل فيها يعادل عمل ألف شهر وفيها يغفر سبحانه للإنسان ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فروي أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي «صلي الله عليه وسلم» أنه قال : من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر . وهناك فضائل قد لا يراها الإنسان مثل نزول الملائكة التي تملأ الارض حتي يقال إن عددها يكون أكثر من الحصي يسلمون علي المؤمنين حتي إن رحمة الله علي المذنبين في هذه الليلة وحدها مثل رحمته عليهم في ألف شهر، فعن أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم عن النبي «صلي الله عليه وسلم» أنه قال: إذا كانت ليلة القدر ونزلت الملائكة وهم سكان سدرة المنتهي وجبريل عليه السلام معهم ومعهم أربعة ألوية فينصب لواء منها علي قبري ولواء منها علي طور سيناء ولواء علي ظهر المسجد الحرام ولواء منها علي ظهر بيت المقدس، ولا يدع بيتاً فيه مؤمن ولا مؤمنة إلا دخله وسلم عليه يقول يا مؤمن ويا مؤمنة السلام يقرئك السلام فإذا طلع الفجر فأول من صعد جبريل عليه السلام حتي يكون علي الوجه الأعلي بين السماء والأرض فيبسط جناحه فتصبح الشمس لا شعاع لها حتي يدعو ملكاً ملكاً فيصعدون فيجتمع نور الملائكة ونور جناح جبريل عليه السلام فتصبح الشمس بيضاء لا شعاع فيها فيقول جبريل ومن معه من الملائكة بين السماء والأرض يومهم ذلك في الدعاء والاستغفار للمؤمنين والمؤمنات، فإذا أمسكوا دخلوا إلي السماء الدنيا فتقول لهم ملائكة السماء مرحباً بأشرافنا وساداتنا من أين أقبلتم فيقولون أقبلنا من عند أمة محمد «صلي الله عليه وسلم» فيقول ما صنع الله سبحانه وتعالي في حوائجهم فيقولون غفر لصالح أمة محمد وشفع صالحهم في طالحهم فيصيحون إلي الله تعالي بالتسبيح والتحميد والتقديس ثم يسألون عن رجل رجل وامرأة امرأة فيقولون ما فعل فلان وما فعلت فلانة فيقولون وجدنا فلاناً متعبداً ووجدنا فلاناً يذكر الله ووجدنا فلاناً راكعاً وفلاناً ساجداً وفلاناً باكياً فيدعون ويستغفرون لهم.
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال: «قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني " فالدعاء في ليلة القدر أقرب إلي الاستجابة من الله تعالي لما في الليلة من رحمة وبركة، ولهذا فعلي العبد عندما يدعو ربه ألا يتكلف في الدعاء أي يدعو بما في قلبه بشكل بسيط يدل علي صدقه والدعاء بما أحب لنفسه وأحبابه من الأحياء والأموات والإكثار من الاستغفار وتوحيد الله عز وجل
اللهم تقبل دعاءنا في هذه ليلة المباركة التي فضلت أمة محمد بها على سائر العالمين.